ملتقى الرقي والتقدم

الرقي والتقدم يُحيي ذكرى الثورة اليمنية سبتمبر و أكتوبر

 الرقي والتقدم يُحيي ذكرى الثورة اليمنية سبتمبر و أكتوبر 



العميد يحيى صالح : أولى الخطوات نحو السلام تبدأ في الاعتراف ان الحرب فشلت في تحقيق اجندات الاطراف المتحاربة.







تحت شعار "ثورتنا قومية تقدمية ضد الإستبداد والإستعمار والرجعية " اقام ملتقى الرقي والتقدم مساء اليوم في العاصمة اللبنانية بيروت فعالية احتفالية بمناسبة الذكرى 56 لثورة 26 سبتمبر و الذكرى 55 لثورة 14 اكتوبر المجيد حضرها المناضل العربي القومي معن بشور- رئيس منتدى التواصل والتضامن، و سعادة السفير نائف القانص سفير الجمهورية اليمنية في سوريا، و د.خالد شوكات القيادي في حزب نداء تونس ، رئيس المعهد العربي للديمقراطية ،و سعادة السفير إدريس الصالح - سفير المفوضية الدولية لحقوق الإنسان،و الأستاذ محمد حنظل الملحق الثقافي بسفارة الجمهورية اليمنية في سورية، و عدد من السياسيين والمثقفين والاعلاميين العرب، و ابناء الجالية اليمنية الدارسين في لبنان .



و ألقى العميد يحيى محمد عبدالله صالح- عضو اللجنة العامية لحزب المؤتمر الشعبي العام، رئيس ملتقى الرقي والتقدم كلمة رحب فيها بالحاضرين، و عبر عن تلاحم الثورة اليمنية 26 سبتمبر و 14 اكتوبر و جهود الثوار شمالاً وجنوباً آنذاك التي تكللت بالنجاح والتخلص من الحكم الإستبدادي و الإستعمار .



و قال : الأخوات والإخوة الرفيقات والرفاق 



نحتقل اليوم و إياكم بذكرى الثورة اليمنية المتزامنة ( ٢٦ سبتمبر و١٤ اكتوبر) و شعبنا اليمني يرزح تحت نار الحرب والمجاعة والحصار والمرض الذي يفتك بجميع الناس منذ ما يقارب أربعة أعوام وتزداد ضراوات ذلك يوماً بعد يوم .. وفي القلب من هذه العاصفة تزداد مساحات الانفراج في الأفق انسداداً تارة بعد اخرى بفعل المصالح الفاسدة التي كونتها تجارة الحرب وشبكاتها وشياطينها على مستوى الداخل والخارج بدرجة متساوية .

انه لمن المحزن أن يعاني شعبنا من كل تلك الكوارث في ظل صمت دولي اقرب مايكون الى الشراكة فلاتهزه صور الاشلاء المتناثرة ولا الاجساد الجائعة ولا الاصوات المستغيثة والمباني المهدمة على رؤوس القاطنين ولا يستلفته ذلك الحزن العميق المخيم في قلوب وعيون الثكالى من الامهات والاخوات والارامل .

شعب يباد ، يباد على مرأى ومسمع من العالم .. 



أربعة أعوام من القتل والتدمير ومخططات التمزيق و التفرقة قائمة دون أن يعمل المجتمع الدولي بكل مؤسساته على إيقاف هذا الجرم بحق و دون أن تُحرك المجازر ضمير العالم لمحاسبة و معاقبة مرتكبيها أكانوا دولاً و أنظمة أو جماعات. 



الاخوات والاخوة جميعاً 

ان احتفالنا بذكرى الثورة وفي ظل وضع مضطرب كهذا الذي يعصف ببلادنا ، انما يأتي من باب التأكيد على اننا شعب لازال بمقدوره ان يحتفل ولازال بمقدوره ان يأمل في النجاة من الغرق ، ولازالت الثورة اليمنية بجناحيها ( ٢٦ سبتمبر و١٤ اكتوبر ) هي طوق النجاة الذي نراهن عليه لعبور المحنة الى شاطئ الحياة الطبيعية والى ضفاف العشق والطرب اللذين لايموتان بقلوبنا مهما تجاسرت الخطوب وعظمت المصائب .

الرفيقات والرفاق

اغتنم هذه المناسبة العزيزة على قلوبنا جميعاً الى تجديد الدعوة التي بدأها الزعيم الشهيد علي عبدالله صالح وقدم من اجلها حياته راضياً مختاراً في سبيل بلاده ، بدعوة كل الأطراف المتحاربة إلى الحوار الجاد والمثمر بهدف إخراج اليمن من أزمته الحالية .. ان المزيد من الحرب لم يثمر وطناً مستقراً ومجتمعاً متماسكاً ، بل ان ذلك يورث المزيد من الدمار والدماء .. ان رهان كل طرف على سحق الطرف الاخر رهان خاسر اكدته اربع سنوات من الحرب التي لم يهزم فيها سوى الشعب ولم تسحق فيها سوى الحكمة اليمانية وسوى جماجم الابرياء .. لقد آن الاوان ؛ أن تنصت القوى السياسية لصوت الشعب الذي بات ينشد السلام ولاشيئ غير السلام .. آن الاوان ؛ ان تتخلى القوى السياسية عن مصالحها في الحرب لصالح مصلحة الشعب في السلام والاستقرار والحياة الطبيعية.



ان أولى الخطوات نحو السلام تبدأ في الاعتراف ان الحرب فشلت في تحقيق اجندات الاطراف المتحاربة في الاستحواذ والسيطرة المطلقة والاقصاء وان المصالحة الوطنية على قاعدة التعايش المشترك هي الملاذ والملجأ في هذا الوقت وفي كل وقت وهي الجسر الذي تركناه فتاهت بنا الطريق حتى بلغنا جهنم .. ان على جميع الاطراف تصحيح معتقداتها السياسية بحصرية التمثيل والتملك للوطن فهو ملك للجميع بدرجة متساوية لاسيد فيه الا القانون ولا شرعية الا للمواطنة المتساوية .

ان الحوار هو الطريق الوحيد لاخراج اليمن من ازمته والسبيل الوحيد الى السلام . وهو ما ادعو اليه جميع الاطراف .

وفي الختام نقولها و نحن مؤمنين بأننا سنظل نردد دائماً 

عشت إيماني وحبي أمميا

ومسيري فوق دربي عربيا

وسيبقى نبض قلبي يمنيا

لن ترى الدنيا على أرضي وصيا

المجد والخلود والرحمة للأكرم منا جميعا شهداء الثورة اليمنية وأمتنا العربية المجيدة

والخزي والعار للمعتدين و لا نامت أعين الجبناء



وسيظل شعارنا " لنناضل معاً من أجل يمن ديمقراطي موحد علماني فيه كل الحقوق محفوظة "



اشكر حضوركم ومشاركتكم والسلام عليكم ورحمة الله



من جانبها أكدت الأستاذة عبير بدر، المدير التنفيذي لمنظمة رفقاً التنموية في كلمتها التي ألقتها بأسم المرأة اليمنية ، على الدور القيادي للمرأة اليمنية و مشاركتها المشهود لها في تاريخ النضال اليمني، و دورها في النضال النسوي أمام الإستعمار والنزام الإمامي.،وقالت : لقد شاركت المراة في التنظيمات السياسية و تصدرت المظاهرات و قامت بتوزيع المنشورات و البيانات و نقل الرسائل والغذاء والذخائر للثوار وساهمت بشكل كبير في إنجاح الإضرابات و رصد تحركات المستعمر البريطاني، نفذت المراة اليمنية العديد من العمليات العسكرية و تعرضن للإعتقال على يد المستعمر كأمثال المناضلة فوزية محمد جعفر و غيرهن .



و عبرت عن إستنكارها الشديد لما تعرضت له طالبات جامعة صنعاء، من إعتداء و تكميم للأفواة و منع من ممارسة حق مكفول دستورياً وهو التظاهر، كما نددت بما تعرضت له إحدى الأكاديميات اليمنيات في الجامعة من إعتداء وتوقيف على يد من يسمين أنفسهن "الزينبيات" و بدلاً من أن يتم إنصافها تقول لها عمادة الكلية "إجلسي في بيتك" و هذا أمر مخزي جداً .





و عبر الكاتب و الناشط السياسي أحمد الحسني في كلمة ألقاها في الفعالية، عن النضال الذي خاضه ثوار أكتوبر من دبال ردفان الأبية و الذي تكلل بخروج المستعمر البريطاني مهزوماً في 30 نوفمبر 1967، وقال : بعد 55 عام من ثورة أكتوبر الذي إنطلقت من جبال ردفان و تكللت بخروج المستعمر مهزوما ذليلاً هاهو الجنوب اليمني يعيش مرة أخرى إحتلال أخر منذ أربعة أعوام، إحتلال أشد جرماً و بشاعة لا يعترف بالشرائع السماوية و لا الشريعة الدولية و القانون الدولي الإنساني الذي كفل للإنسان حياة كريمة و حقة في تقرير مصيرة ولا للإعراف العربية التي تجرم قتل النساء والأطفال.



و أضاف: لقد تشابهت الأعمال و الأفعال و الذرائع بين الإحتلال البريطاني سابقاً و الإحتلال السعودي الإماراتي حالياً، وكما دخلت قوات الكابتن هنز دخلت قوات محمد بن زايد عبر ميناء البريقة بحجة مكافحة الإرهاب و مكافحة التمدد الإيراني و تأمين الملاحة الدولية و لكن تلك الشعارات تبخرت عندما سيطرت قوات الإمارات على الموانئ و الجزر و منابع النفط و تهجير أبناء جزيرة ميون و بناء قاعدة خاصة لهم .



و أشار إلى ما يرتكبه المعتدون على اليمن من جرائم و تدمير لكل البنى التحتية ، مؤكداً أن نهاية الإحتلال السعودي الإماراتي للجنوب ستكون نهايته كما إنتهى الإحتلال البريطاني منهزماً مطرودا.



و تحدث المناضل العربي الأستاذ معن بشور - رئيس منتدى التواصل و التضامن في الفعالية مفاخراً بالتأريخ النضالي للشعب اليمني و ما يمتلكه اليمن و اليمنيين من رصيد عروبي و قومي جعلهم يسحقون كل باغ و معتدي و محتل، وما جرى في ثورة 14 اكتوبر خير دليل ، و كيف إستطاع ثوار اليمن و من جبال ردفان الذي إنطلقت منه شرارة الثورة من إرغام المستعمر البريطاني على الرحيل .



و قال أتذكر زملائي في الجامعة الأمريكية من أبناء المحافظات اليمنية الجنوبية وكيف كنا نعيش معهم يوميات الكفاح المسلح في مواجهة المستعمر البريطاني منذ عام 1963 و حتى يوم الجلاء في 30 نوفمبر 1967، ومنهم من رحل عنا رحمة الله عليه ومنهم من لا زال حيا اطال الله اعمارهم.



و اضاف : اتذكر من بين هؤلاء الزملاء الدبلوماسي القدير الرحل عبدالله الأشطل، و الاقتصادي البارز سالم الأشول، و الجيولوجي المميز حسين الكاف، و الزميلتان المناضلتان قدرية الحازمي، و عائشة الصافي و غيرهم من شباب حركة القوميين وحزب البعث، فاليمن زاخر برجاله و تاريخه حافلاً بأروع الملاحم البطولية و النضالية ولا بقاء لأي مستعمر على ارض اليمن .



السفير نائف القانص ، سفير بلادنا في الجمهورية العربية السورية تقدم من جانبه بالشكر لملتقى الرقي و التقدم قائلاً : اتوجه بالشكر لملتقى الرقي و التقدم الذي جمع اليمنيين و نخبة من القوميين العرب للاحتفال بذكرى ثورة 14 اكتوبر التي يفترض علينا جميعاً نقل موروثها و كفاحها و نضال شعبنا للجيل اليمني الذي لا يعي ما عاناه الشعب في ظل الاحتلال.



و اضاف لقد ضحى الثوار بدمائهم من اجل حرية الشعب و ايجاد حياة كريمة و عادلة للشعب و لكن ما زال اعداء الوطن و الشعب اليمني يحاربون اي خطوة للنجاح و التطور و الارتقاء بمستوى شعبنا خصوصا منذ تحقيق الوحدة اليمنية، و جندوا لذلك اياديهم و عملائهم في الداخل اليمني، و عندما فشلت تلك الايادي لاحظنا التدخل المباشر للقوى المعادية لليمن و المتمثل في العدوان السعودي الذي افشل توافق اليمنيين الذي كاد ان يتم بتشكيل مجلس رئاسي، متذرعة برغبتها في اعادة شرعية لا وجود لها. .. متناسين ان فاقد الشيء لا يعطية و من لا يمتلك الشرعية في بلاده كيف له ان يعيدها للشعوب الاخرى.





و ختم كلمته بتاكيده ان شعبنا اليمني كما ثار و تحرر من المحتل البريطاني سيثور و يحرر جنوب الوطن من دنس المحتل الجديد الاماراتي.





و كانت الفعالية قد بدأت بالنشيد الوطني للجمهورية اللبنانية و النشيد الوطني للجمهورية اليمنية، وتخلل الحفل عدد من المداخلات والكلمات التي عبرت عن الثورة اليمنية سبتمبر و أكتوبر و ما ينبغي على الشعب اليمني القيام به لإعادة البوصلة و تصحيح للوضع بوقف العدوان والإقتتال الداخلي و إحلال السلام .

ونهاية الحفل كرم ادريس الصالح العميد يحيى صالح والسفير نايف القانص بالميدالية الذهبية للمفوضية الدولية لحقوق الانسان.



حول الموقع

ملتقى الرقي والتقدم، منظمة مجتمع مدني